السبت، 29 أبريل 2017

ما المطلوب من إدارة بايرن ميونيخ لمحي آثار الخيبة؟

انتهت أحلام بايرن بالثلاثية بأسوأ طريقة ممكنة بعد سقوط الفريق أوروبياً أمام ريال مدريد ومحلياً أمام دورتموند بعقر داره بمباراة أتت لتكشف حجم الأخطاء التي يعيشها الفريق البافاري وتجعل الإدارة موضع نقد من الجماهير بتحميلها مسؤولية ما حدث للفريق فهذه الحصيلة من التراجع بالكؤوس لم يسبق لها أن حصلت منذ عام 2011 موسم الانقلاب على فان غال الذي لم يشفع له قربه من الثلاثية قبل موسم فما الذي يشجع لأنشيلوتي مع قرب نهاية موسمه الأول؟ 

بداية الحكاية:
لا تبالغوا بلوم الإدارة:


تتحمل الإدارة مسؤولية عمل نتائج الجهاز الفني كونها من قامت بتعيينه وبالتالي لا يمكننا تبرئة إدارة رومينيغيه مما حدث لكن من حيث الصفقات وبحال أردنا حساب الأمور بمنطقية لا يمكننا لوم إدارة بايرن بسبب محدودية قائمة أنشيلوتي.

قائمة أصغر من هذه كانت موجودة بعهد بيب والمدرب الإسباني عرف جيداً كيف يُخرج أفضل شيء ممكن من كل لاعب بمن فيهم ألونسو ومولر المتراجعَين فنياً هذا الموسم إضافة لكيميش الذي تحول من "جوكر" بيب إلى قتيل أنشيلوتي على الدكة حاله حال كومان الذي اختارته صحيفة "لاغازيتا" الإيطالية قبل عام ونصف كأفضل موهبة بالعالم إضافة لسانشيس الذي أبدع بقيادة البرتغال للقب اليورو.

لو فكرنا بهذه الخيارات سنجد أن المشكلة لم تكُن فعلياً بحجم قائمة أنشيلوتي بل بطريقة تعامل أنشيلوتي مع هذه الأسماء وهنا لا يمكننا القول أن إدارة بايرن قصّرت من حيث الصفقات رغم أن هذا لا يخفي حاجة البافاري لصفقات كبيرة بالصيف.

نقطة تحول:
الفريق لم يفهم الأسلوب:


بعد 3 سنوات من الاستحواذ والهجوم المتواصل بعهد بيب مازالت عقلية لاعبي بايرن غير قادرة على استيعاب تكوين منظومة تدافع بالثلث الأخير من الملعب فالفريق اعتاد على تساوي مصطلح خسارة الكرة بخسارة المباراة بظل الثقافة التي زرعها بيب بلاعبيه لكن مع أنشيلوتي وجد اللاعبون أسلوباً يضطرهم أحياناً للدفاع وهو ما لم يتأقلم معه الفريق حتى الآن.

أنشيلوتي حاول خلال فترة من الموسم السير مع ما يحبه اللاعبون فاعاد ضغط بيب العالي وطبق الاستحواذ لكن حين دخل الموسم بفتراته الحاسمة عاد المدرب لعقليته الإيطالية دون أن يستنتج أنه وبكل مرة يعيد فيها فريقه للخلف يفشل بالحفاظ على نظافة شباكه ويتلقى الأهداف وهنا يكمن سر المشكلة الفنية الأهم ببايرن ميونيخ حالياً.

علامة فشل:
هل التدخل مطلوب أحياناً؟


لطالما تحدث أنشيلوتي عن تفاجؤه بسبب عدم تدخل إدارة بايرن بعمله على غرار ما اعتاد عليه بمسيرته لكن هذا التصرف ربما كان سبباً بتفاقم المشكلة فماذا لو تدخل هونيس وطلب من كارليتو إشراك البدلاء أكثر؟ أو إيقاف الاعتماد على ألونسو ووضعه على مقاعد البدلاء؟

لا يمكننا لوم إدارة بايرن لأنها اختارت إعطاء خبزها للخباز وترك الصلاحية المطلقة للمدرب لكن الأكيد أن عقلية جيل أنشيلوتي لم تعُد تناسب الكرة الحديثة وربما كان التدخل ضرورياً لموازنة فكر كارليتو مع الأساليب التدريبية الحديثة التي تقتضي التعامل مع 20 لاعب وليس 13 كما اعتاد المدرب سابقاً.

تطور القضية:
الصيف القادم:


بحسابات سوق انتقالات هذا الصيف ستختلف المهام المطلوبة من الإدارة عن الصيف الماضي فاعتزال لام وألونسو وقرب رحيل بادشتوبر وكوستا وتقدم روبن وريبيري بالسن كلها قضايا تحتل القسم الأكبر من طاولة أولي هونيس.

مبدئياً أتم بايرن التعاقد مع زولة ليكون بقلب الدفاع إضافة لرودي القادر مع كيميش على التناوب بين مركزي الظهير الأيمن والارتكاز لكن المطلوب مازال أكثر من ذلك فالفريق يحتاج لجناح من العيار الثقيل وهو ما من المفترض أن يتم تلبيته بالتعاقد مع أليكسيس سانشيز القادر أيضاً على التحول لرأس حربة من أجل تعويض أي غياب محتمل لليفاندوفسكي.

على صعيد الوسط يحتاج بايرن أيضاً بدلاء مناسبين لتياغو وفيدال وهو ما من المفترض أن نراه من قلب النادي مع إعادة ريناتو سانشيس للحياة ليصبح المطلوب هو صفقة جيدة أخرى قادرة على سد مقاعد البدلاء على الأقل. 

مجرد رأي:
كل هذه الصفقات قد لا تكون كافية!:
حتى لو تعاقد بايرن مع غريزمان وسانشيز وفيراتي ولنضيف إليهم ميسي "رغم استحالة هذا الانتقال" فإن هذا لا يعني حل المشكلة، كل شيء مرتبط بتغيير أنشيلوتي لعقليته وهي المهمة الأكبر بالنسبة للإدارة فمن الضروري إقناع المدرب بالإبقاء على حماس لاعبيه وتغيير تشكيلته بشكل دائم وإلا فلن يكون مصير البدلاء الموسم القادم أفضل من بدلاء هذا الموسم بل قد نشاهد المزيد من التذمر وارتفاع المشاكل نحو السطح بما قد يؤدي لنهاية لا يتمناها المدرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق